في آواخر عام 2019 بدأت تتغير الأوضاع في كثير من البلدان فانتشر الهلع في شرق الكرة الارضية ثم انتشر هذا الوباء لإطرافها الإخرى فأصبحت هناك جائحة كونية جعلت من عامي 2020 و 2021 سنوات توتر وكوارث لم تمر على العالم مثلها ( نسأل الله الرحمة للموتى والشفاء للمرضى وخير الجزاء لأبطال الصحة والامن وجميع العاملين في الخطوط الأمامية ) ، ومع الاجراءت الاحترازية التي أوجبتها الاحداث على الدول والمنظمات كان الإغلاق وحظر التجول عنوان رئيسي لهذه المرحلة ، فتعطلت المصالح وانقطعت السبل على كثير من الأنشطة والأعمال إلا عملاً واحداً فقط ألا وهو ( الخدمات اللوجستية ) فهو الذي كان ملازماً وكان خير معين للاطباء والممرضين والمسعفين في مستشفياتهم وللعاملين بالامن والمصانع والادارات في مقراتهم وأماكنهم ، فكيف كانت تصل لهم الادوية والاغذية وجميع الاحتياجات لولا النقل والتوصيل وسلاسل الامداد المتكاملة.
وفي منتصف 2020 تباشر العالم بنجاح تجربة لقاحات كورونا وفي نفس الوقت أصبحت هناك مهمة قادمة للخدمات اللوجستية فاجتهد اللوجستيين لمعرفة مواصفات اللقاح وكم درجة الحرارة اللازمة لنقله وكيفية إيجاد منظومة إمداد ملائمة لخصائصه فهو يحتاج إلى نقل مخصص وتخزين معين وتغليف مُحكم وهذه أنشطة رئيسية من الخدمات اللوجستية فسرعان ما تجهزت لها الشركات المتخصصة في المملكة بتوفيق الله ثم بدعم لا محدود من القيادة الحكيمة وبإجتهاد المسئولين وتفانيهم ، ولله الحمد اصبحت السعودية مضرب مثل بنجاح المنظومة اللوجستية الطبية .
فارتباط الخدمات اللوجستية بالطب والدواء ارتباط وثيق يتجلى بتقديم افضل خدمة للمستفيد سواء كان المريض او ذويه وهي مماثلة لعناصر نجاح الخدمة اللوجستية ؛
1- الخدمة أو المنتج الصحيح
2- للعميل الصحيح
3- بالوقت الصحيح
4- بالمكان الصحيح
5- بالجودة العالية
6- بالسعر المناسب
7- بالحالة الصحيحة
فمتى ما اكتملت هذه العناصر كانت الخدمة الطبية صحيحة وشعر المستفيد بشعور الرضا والإمتنان .
إذاً تتكامل احتياجات المنشات الطبية مع أنشطة الخدمات اللوجستية لِتُكُوّن منظومة إمداد طبية تسد الفجوات وتضمن وصول الادوية والادوات لمكانها بالوقت المناسب وبتكاليف لا يوجد فيها هدر سواء بتكدسات او سوء تخزين او تأخير أو تعطيل .
ويحكم ذلك كله إدارة تخطيط وتشغيل محترفة تسعى لتوفير الخطط والتنبؤات قبل وقتها وطرق لتنفيذها بشكل سليم وبجودة واحترافية.
أقول دائماً ( الخدمات اللوجستية هي شريان التدفقات الحيوية )
بقلم الأستاذ: نشمي الحربي( خبير ومدرب دولي في سلاسل الامداد والخدمات اللوجستية)