التخطيط الاستراتيجي لسلاسل الإمداد

‏30 اغسطس 2024 سلاسل الإمداد
مشاركة

إن الدور التقليدى الذى تلعبه سلاسل الإمداد Supply Chain داخل أى مؤسسة من زاوية تخفيض التكاليف وبالتالى زيادة الأرباح قد قتل بحثاً وتفصيلاً وفى إطار العولمه ومتغيرات التجارة العالمية والنفوذ المتنامى للشركات متعددة الجنسيات وإزدياد الإعتماد على الخدمات أصبح الحديث عن الدور الإستراتيجى لسلاسل الإمداد أمراً لامفر منه حيث تلعب سلاسل الإمداد دوراً هاماً فى إعداد وتنفيذ وتقييم التخطيط الإستراتيجى لأى مؤسسة.




والتخطيط الإستراتيجى أصبح ركيزة هامة لأى مؤسسة تريد الإستمرار والتواجد فى ظل المنافسة الشرسة من خلال التركيز على تحقيق أهداف طويلة الأجل تضمن إستمرارية وجودها فى ظل مايعرف بمفهوم الإستدامة Sustainability بدلاً من تحقيق ارباح قصيرة الأجل قد تنتهى لأى سبب من الأسباب.

وحتى يمكننا الحديث عن الدور الإستراتيجى لسلاسل الإمداد لابد ان نتعرف اولاً على ماهية التخطيط الإستراتيجى وأهم عناصره ومكوناته حيث تتكون عملية التخطيط الإستراتيجى من خمسة مراحل رئيسية يمكن ايجازها فى الأتى:

أولاً: مرحلة التعرف على المهام والأهداف والإستراتيجيات الحالية

وفى هذه المرحلة يتم تحديد المهام الحالية للمؤسسة أو مايعرف بStatement Mission والتى يمكن تعريفها بإنها نطاق المنتجات والخدمات التى تقدمها المؤسسة وتتكون من تسعة مكونات رئيسية هى:

1- تحديد العملاء الرئيسين للمؤسسة

2- تحديد الأسواق التى تنافس فيها المؤسسة سواء داخلياً أو خارجياً

3- تحديد أهداف النمو والربحية التى تنشدها المؤسسة

4- تحديد المعتقدات والقيم والأداب التى تقوم عليها المؤسسة

5- تحديد المساهمات المجتمعية والبيئية للمؤسسة

6- تحديد المنتجات والخدمات التى تقدمها المؤسسة

7- تحديد المستوى التكنولوجى الحالى للسلع والخدمات التى تقدمها المؤسسة

8- تحديد الميزة التنافسية التى تنفرد بها المؤسسة

9- تحديد نظرة المؤسسة للعاملين بها كواحد من أهم اصولها


ثانياً: مرحلة تحليل البيئة الداخلية والخارجية

وفى هذه المرحلة يتم إستخدام الأدوات التحليلية المختلفة لدراسة البيئة الداخلية للمؤسسة والبيئة المحيطة بها سواء على المستوى الجزئى أو الكلى ومن أشهر هذه الأدوات SWOT Analysis حيث يتم دراسه الأتى:

1- نقاط القوة الداخلية التى تتميز بها المؤسسة حتى يمكن تنميتها

2- نقاط الضعف الداخلية التى تعانى منها المؤسسة حتى يمكن علاجها

3- الفرص المتاحة امام المؤسسة خارجياً حتى يمكن إستغلالها

4- التهديدات الخارجية التى تعرقل عمل المؤسسة حتى يمكن التعامل معها


ثالثاً: مرحلة صياغة وإختيار الإستراتيجية المناسبة

وفى هذه المرحلة يتم دراسة الخيارات الإستراتيجية المتاحة وإختيار أفضلها فى ضوء الإمكانيات الداخلية والظروف الخارجية.


رابعاً: مرحلة تنفيذ الإستراتيجية المختارة

وفى هذه المرحلة تقوم المؤسسة بإجراء التعديلات الداخلية المناسبة لضمان تنفيذ الإستراتيجية المختارة بكل فاعلية بحيث تحقق الأهداف المرجوة منها.


خامساً: مرحلة تقييم الإستراتيجية المختارة

وفى هذه المرحلة يتم تقييم الأثار الناتجة عن تنفيذ الإستراتيجية المختارة على المستوى المرحلى والنهائى ومقارنة الواقع بالمخطط مع إتخاذ الإجراءات التصحيحية والتعديلات اللازمة لضمان تحقيق الإستراتيجية لإهدافها المخططة.


والتخطيط الإستراتيجى يتم على ثلاثة مستويات رئيسية هى:


أولاً: المستوى المؤسسى Corporate Strategy

وفيه يتم تحديد نطاق الأعمال التى تقوم به المؤسسة أو التى ترغب فى القيام به خلال فترة زمنية طويلة الأجل وهذا النوع من الإستراتيجيات ينحصر فى واحدة من ثلاثة أنواع هى:

1- إستراتيجيات النمو: وفيها تطمح المؤسسة للتوسع فى نشاطها القائم أو الدخول فى أنشطة جديدة.

2- إستراتيجيات الثبات: وفيها تحافظ المؤسسة على معدلات نشاطها الحالى طبقاً لظروف داخلية أو خارجية كظروف التمويل أو المتغيرات السياسية أو الإقتصادية أو غيرها.

3- إستراتيجيات التجديد أو التقليص: وفيها تقوم المؤسسة بتجديد أو تقليص أنشطتها الحالية نتيجة للظروف سابقة الذكر.


ثانياً: المستوى التنافسى Competitive Strategy

وفيه يتم تحديد الألية التى ستنافس بها المؤسسة وتحقق به التفرد التنافسي الذى يميزها عن غيرها من المنافسين فى السوق المحلية أو العالمية وهذا النوع من الإستراتيجيات ينحصر فى واحدة من ثلاثة أنواع هى:

1- إستراتيجيات التكلفة المنخفضة: وفيها تعتمد المؤسسة على الوصول بتكلفة المنتج أو الخدمة إلى أدنى مستوياتها مقارنة بالمنافسين مع الحفاظ على مستوى الجودة المطلوبة مما يمكنها من تقديم المنتج أو الخدمة للمستهلك بسعر تنافسى مقارنة بالأخرين.

2- إستراتيجيات التميز: وفيها تعتمد المؤسسة على تقديم منتج أو خدمة متميزة مقارنة بالمنافسين وقد يكون هذا التميز فى المنتج أو الخدمة ذاتها كالتميز فى الجودة أو المستوى التكنولوجى أو قد يكون فى أساليب الدعاية أو الأعلان أو التغليف أو التسويق أو خدمة العملاء أو غيرها.

3- إستراتيجيات التركز: وفيها يتم التركيز لكسب فئة معينة من المستهلكين التى يتم تحديدها وفقاً للفئة العمرية أو الجغرافية أو القوة الشرائية أو غيرها.


ثالثاً: المستوى الإدارى أو الوظيفى Functional Strategy

وفيه يتم تحديد الدور الذى تقوم به كل إدارة أو ووحدة داخل المؤسسة للمساهمة فى تحقيق الإستراتيجية العامة وهذا النوع من الإستراتيجيات هو الذى سنقوم بعرضه فى مجموعة من المقالات لتوضيح الدور الإستراتيجى الذى تقوم به سلاسل الأمداد كواحدة من أهم الوحدات داخل أى مؤسسة.

وسنستعرض فى المقالات القادمة هذا الدور من خلال التركيز على العمليات المختلفة التى تقع داخل نطاق أعمال سلاسل الأمداد سواء على مستوى الإنتاج Upstream أو مستوى التسويق والتوزيع Downstream .


بقلم المستشار: تامر بدوي