مما لاشك فيه بأن القيادات العليا في المنظمات تحتاج الى تدريب نوعي يختلف عن التدريب المتعارف عليه لكافة الموظفين وشاغلي الأعمال، فتطوير المهارات القيادية يساعد القادة على تطوير مهاراتهم في القيادة والإشراف والتحفيز ومهارات التخطيط المختلفة، وهي من المهارات الضرورية لنجاح المنظمات على المدى الطويل، بالإضافة الى أن القيادات العليا مسؤولة عن صنع القرارات، والتي تؤثر على مسار المنظمات بشكل كامل لذلك وجود مهارات متطورة لدى القادة في تحليل المعلومات بشكل محترف ومتطور يساعد في اتخاذ قرارات أكثر حكمة وموضوعية، بالإضافة الى الدور الكبير الذي تلعبه القيادات في تعزيز الثقافات التنظيمية ونشر السلوكيات المرغوبة بشكل فاعل ومؤثر بين أفراد المنظومة.
كما أن التدريب المتخصص يساعد على تنمية مهارات الابتكار والابداع لدى القادة خاصة وأن التحديات الخارجية والداخلية تفرض وجود هذا النوع من القيادات للتكيف مع التغييرات المستمرة. كما أن المنظمات الناضجة تسعى الى التخطيط للتعاقب الوظيفي وتهيئة القيادات المحتملة من خلال التدريب المتخصص وذلك لتولي مناصب قيادية مستقبلية تضمن نجاح المنظومة واستمراريتها.
ومن هنا يمكن القول بأن حرص المنظمات على تدريب وتطوير قياداتها بشكل مستمر يعزز من قدرتها على التكيف والتطور والمنافسة في بيئة الأعمال.
ومن هنا تظهر أهمية تدريب القيادات المختلفة وتحفيزهم للمشاركة في البرامج التطويرية المتخصصة، وهناك عدة طرق يمكن للمنظمات استخدامها لتحفيز القيادات على المشاركة في برامج التطوير والتدريب المختلفة، مثل ربط التطوير المهني بالحوافز والترقيات، فالموظف الذي يشارك في برامج تطويرية يتمكن من الحصول على فرص ترقيات أعلى وزيادة في الرواتب وحصوله على المكافآت والحوافز المختلفة، كما أن نوعية البرامج المتخصصة والتي تنمي مهارات عليا عند القادة تحفز القيادات على المشاركة فيها، كما أن مشاركة القيادات في برامج التدريب والتطوير يحفز الموظفين على تبني هذا السلوك في المنظمة، حيث أن القيادات المختلفة هي نماذج ملهمة للموظفين في التزامها بالتطور المهني المستمر. كما أن إشراك القادة في التخطيط للبرامج التدريبية التي تتناسب مع احتياجهم يعد حافزا قويا لانضمامهم لمثل هذه البرامج التدريبية.
وإذا ما أدركت المنظمات المختلفة أهمية وضرورة التدريب النوعي للقيادات، أخذت في عين الاعتبار موضوع التدريب وتخصيص ميزانية كافية لبرامج التطوير الإداري، وتخصيص الوقت والموارد اللازمة للقيادة للمشاركة في هذه النوعية من البرامج التدريبية، وهناك العديد من الممارسات التي يمكن للمنظمات القيام بها لتطبيق برامج التطوير القيادي، كالالتزام الكامل من الإدارة العليا، وربط التطوير القيادي باستراتيجية اعمال المنظمة، وتوفير الموارد اللازمة والتركيز على الاحتياج التدريبي الفعلي للقادة.
وهناك العديد من المنظمات العالمية الكبرى التي تطبق برامج التطوير القيادي بشكل دائم، ومن أمثلة تلك الشركات:
1-شركة أمازون: حيث قامت ببناء برامج تطويرية للقيادات المختلفة، بالإضافة الى برامج متخصصة للقادة المحتملين لتمكينهم من مهارات القيادة المختلفة، وقد كان أثر هذه البرامج واضحا حيث أدى تطبيقها وتفعيلها الى زيادة إنتاجية الشركة وتعزيز رياداتها في السوق
2-شركة جنرال الكتريك: حيث انها طورت برنامج اداري شامل لتطوير القيادات وقد شمل على دورات تدريبية وبرامج تطوير قيادي وتجارب عملية مختلفة وذلك لإعداد جيل جديد من القيادات المتمكنة للمنظمة
3-شركة مايكروسوفت: حيث وضعت خطة لتطوير القيادات لتطوير القيادات على مستوى المؤسسة، وحرصت على بناء ثقافة قيادية قوية وتعزيز للمهارات القيادية وأدى ذلك الى زيادة التنافسية والابتكار.
4-شركة انتل: قامت انتل بتطوير برنامج قيادي شامل يشمل تدريب وتطوير القادة على كافة المستويات وبناء مهارات القيادة الاستراتيجية والتطويرية، ونتج عن ذلك تحول ملحوظ في القيادة والإدارة على مستوى المنظمة بأكملها.
وهناك العديد من الدراسات والأبحاث التي تؤكد على الفوائد الكبيرة لتطبيق برامج تطوير القيادة في المنظمات منها التالي:
1- دراسة McKinsey & Company
وقد أظهرت الدراسة أن المنظمات التي لديها برامج قوية لتطوير القيادة تتفوق على منافسيها بنسبة 37% في الأداء المالي، كما زادت معدلات الاحتفاظ بالموظفين المميزين بنسبة 32% في هذه المنظمات.
2-دراسة Harvard Business Review
وجدت الدراسة أن المنظمات التي تستثمر في تطوير القيادة لديها معدلات نمو أعلى بنسبة 24% مقارنة بمنافسيها. كما زادت معدلات الابتكار والإبداع في هذه المنظمات بنسبة 29%.
3-بحث من Center for Creative Leadership
وقد أظهر البحث أن المنظمات التي تطبق برامج تطوير قيادية شاملة تزيد من مستويات الرضا الوظيفي لدى الموظفين بنسبة 21%. كما شهدت هذه المنظمات انخفاضًا في معدلات دوران الموظفين بنسبة 15%.
4-دراسة من Gallup
حيث وجدت الدراسة أن المنظمات التي تركز على تطوير القادة لديها معدلات انخراط وإنتاجية أعلى بنسبة 59% و 23% على التوالي. كما زادت معدلات الربحية في هذه المنظمات بنسبة 21% مقارنة بالمنافسين.
5-دراسة من MIT Sloan Management Review
فقد وجدت الدراسة أن المنظمات التي تركز على تطوير قادة قادرين على التفكير الإبداعي والابتكار شهدت زيادة بنسبة 45% في معدلات إطلاق المنتجات والخدمات الجديدة. كما زادت قدرات الموظفين على حل المشكلات بطرق مبتكرة بنسبة 39%.
6 -دراسة من The Leadership Quarterly
أظهر البحث أن المنظمات التي طورت قادة قادرين على تشجيع ثقافة الابتكار والتحفيز على التفكير خارج الصندوق وشهدت زيادة بنسبة 33% في عدد براءات الاختراع المسجلة. كما ارتفع مستوى إنتاجية الأفكار الإبداعية بين الموظفين بنسبة 27%.
7 -دراسة من Journal of Management
وجدت الدراسة أن المنظمات التي طورت مهارات القيادة الإبداعية لدى مديريها شهدت زيادة بنسبة 41% في معدلات التحسين والتطوير المستمر للمنتجات والخدمات.، كما زاد مستوى المرونة والاستجابة السريعة للتغيرات في السوق بنسبة 35% في هذه المنظمات.
لذلك لابد للمنظمات أن تكون حريصة على تطوير قياداتها إذا كانت لها الرغبة في الاستمرار في السوق ومواكبة التغييرات المتسارعة في مجالات الاعمال، وتقدم النخبة المتميزة للتدريب برامج تطويرية قيادية متخصصة للقيادات، وأخرى لتهيئة القادة المستقبليين وذلك بالتعاون مع جهات مرموقة وخبراء ومستشارين من ذوي الخبرة في التطوير القيادي باحترافية.
وفي حال رغبتك في أي معلومات إضافية، لا تتردد في التواصل معنا،
النخبة المتميزة للتدريب
حيث الجودة والاحترافية في التدريب