يعد التخطيط هو جزء حيوي ومهم في إدارة المشتريات، فهو يعمل على تحقيق الكفاءة من خلال وضع خطط محكمة، حيث يتم تحديد الأهداف والأدوات المطلوبة وتسليمها في الوقت المحدد. وبفضل التخطيط الجيد، حيث يمكن تحسين تدفق العمل واستخدام الموارد بكفاءة، وهذا يؤدي إلى تحقيق التوفير في التكاليف وزيادة الإنتاجية.
ويمكن للتخطيط المنهجي أن يساعد في التعامل مع المخاطر المحتملة في إدارة المشتريات. وذلك من خلال تحليل السيناريوهات وتطوير إجراءات احتياطية، يمكن للمنظمة التحضير للتحديات المستقبلية مثل اضطرابات في سلسلة التوريد أو تغيرات في الأسواق. بذلك، يمكن تقليل التأثيرات السلبية وضمان استمرارية العمليات.
بالإضافة الى ان التخطيط الجيد يقوم بتحقيق أهداف العمل، وتحسين التعاون والتنسيق، كما أن التخطيط المناسب يؤدي إلى تحسين رضا العملاء، من خلال تلبية احتياجات العملاء في الوقت المناسب وبجودة عالية، ويمكن للمنظمة تعزيز سمعتها والحفاظ على علاقات جيدة مع العملاء من خلال التخطيط المناسب.
بشكل عام، التخطيط يعمل على توجيه وتنظيم العمليات المشتريات بطريقة هادفة ومنهجية. ومن خلال تحقيق الكفاءة وإدارة المخاطر وتحقيق الأهداف، يمكن للتطبيق التخطيط الجيد أن يساهم في تحسين أداء إدارة المشتريات وتحقيق النجاح في هذا المجال.
وهناك عدة أنواع للتخطيط والذي يمكن أن تفعل في إدارة المشتريات لتحقيق الأهداف آنفة الذكر، مثل التخطيط الاستراتيجي الذي يركز على وضع الأهداف العامة وتحديد الاتجاهات الاستراتيجية لإدارة المشتريات. والذي يشمل على التحليل الاستراتيجي للمؤسسة وتحديد الاحتياجات والفرص في سوق المشتريات ووضع استراتيجيات لتحقيق الأهداف المنشودة.
والنوع الآخر من التخطيط هو التخطيط التنفيذي، والذي يشمل تفصيل أهداف التخطيط الاستراتيجي إلى خطوات وإجراءات ملموسة. يتم تحديد السياسات والإجراءات والممارسات العملية التي تساهم في تحقيق الأهداف المستهدفة، من خلال التخطيط العملي الذي يتعلق بتفصيل الخطوات اللازمة لتنفيذ التخطيط التكتيكي. يشمل تحديد المهام والمسؤوليات والجداول الزمنية والموارد المطلوبة لتنفيذ العمليات المشتريات بفعالية، حيث يتم تحديد الجداول الزمنية والمهل الزمنية لتنفيذ العمليات المشتريات. والذي يساعد في تنظيم العمليات وتحقيق التسليم في الوقت المحدد وتجنب التأخيرات غير المرغوب فيها.
ويجب ألا يغفل القائم على التخطيط بتطوير استراتيجيات وخطط للتعامل مع المخاطر والتحديات المحتملة في المشتريات. يتضمن تحديد سيناريوهات الأزمات المحتملة وتحديد الإجراءات الاحتياطية وتطبيقها للحد من التأثيرات السلبية، وتحقيق الكفاءة الاقتصادية في إدارة المشتريات. يشمل تحليل تكاليف المشتريات وتحديد الفرص لتحقيق التوفير وتحسين العمليات وتقليل الهدر والتكاليف غير الضرورية، كما يجب أن يركز على ضمان الجودة في جميع جوانب العمليات المشتريات. يشمل تحديد معايير الجودة والمواصفات وضمان تطبيقها ومراقبة الجودة للحفاظ على مستوى عالٍ من الأداء وتحقيق رضا العملاء.
وتتطور التوجهات في التخطيط لإدارة المشتريات باستمرار لمواكبة التطورات والتحديات التي تواجهها المؤسسات في سوق العمل الحديث. فيما يلي بعض التوجهات الحديثة في هذا المجال:
-
تكامل سلاسل الإمداد والتعاون: يتطلب التخطيط لإدارة المشتريات الحديثة التعاون المستمر مع الموردين والشركاء في سلاسل الإمداد. حيث يتم تعزيز التواصل والتفاعل المتبادل لتحسين توثيق المعلومات وتبادلها وتحديثها في الوقت الحقيقي، مما يساعد على تحسين كفاءة عملية التوريد والتخزين والتوزيع.
-
التحول الرقمي والتكنولوجيا: تعتبر التكنولوجيا والتحول الرقمي أدوات رئيسية في تحسين إدارة المشتريات. وتشمل هذه الأدوات استخدام برامج إدارة علاقات الموردين (SRM) ونظم التخطيط لموارد المؤسسات (ERP) والتحليلات البيانية والذكاء الاصطناعي وتقنيات الأتمتة. تساعد هذه التكنولوجيات على تحسين الشفافية والتحكم في العمليات وتحقيق توفير في التكاليف وتعزيز قدرة الاستجابة واتخاذ القرارات الاستراتيجية.
-
التركيز على التنمية المستدامة: يتزايد الاهتمام بالتنمية المستدامة في إدارة المشتريات. وتشمل هذه التوجهات اختيار الموردين الذين يلتزمون بالمعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة، وتعزيز الممارسات الاستدامة في عمليات التصنيع والتوريد والتوزيع. يساعد التركيز على التنمية المستدامة على تحقيق فوائد بيئية واجتماعية واقتصادية طويلة الأمد.
-
المرونة والاستجابة السريعة: يتطلب التخطيط لإدارة المشتريات الحديثة المرونة والقدرة على التكيف مع التغيرات السريعة في سوق العمل. ويجب أن تكون العمليات والأنظمة قادرة على التعامل مع التحديات المفاجئة مثل تغير الطلب والتغيرات في السياسات والتشريعات. يتطلب ذلك تطوير استراتيجيات مرونة وتنفيذ عمليات سريعة الاستجابة.
-
التحسين المستمر وقياس الأداء: يجب أن تكون إدارة المشتريات الحديثة مبنية على الدورة المستمرة من التحسين المستمر وقياس الأداء. يتطلب ذلك تحليل البيانات وتقييم أداء الموردين وتحديد المجالات التي يمكن تحسينها وتطويرها. يساعد قياس الأداء وتحليل البيانات على اتخاذ قرارات أفضل وتحقيق كفاءة أعلى وتقليل المخاطر.
هذه بعض التوجهات الحديثة في التخطيط لإدارة المشتريات. يجب ملاحظة أن هذه التوجهات قد تتغير مع مرور الوقت وظهور تطورات جديدة في سوق العمل والتكنولوجيا والمعايير الاستدامة.
وتقدم النخبة المتميزة للتدريب، دورات تدريبية متخصصة في تطوير مهارات التخطيط في إدارة المشتريات بما يتواكب مع المستجدات الحديثة، كما توفر العديد من البرامج التدريبية المتخصصة على مستوى الادارات العليا في المشتريات لمواكبة كافة التوجهات الحديثة في هذا المجال.
المراجع:
-
أهمية التخطيط الاستراتيجي المحلي في تحقيق الأهداف العالمية للتنمية المستدامة، زعاطشي, حميد - 2021 - dspace.univ-batna.dz
-
أهمية التخطيط الاستراتيجي القومي في تحقيق التنمية المستدامة (بالتطبيق على الحالة المصرية) دراسة بحثية، طه محمد السيد, طه - مجلة بحوث الشرق الأوسط, 2020 - mercj.journals.ekb.eg
-
"واقع استخدام أدوات وأنظمة تكنولوجيا المعلومات ودورها في عمل سلاسل التوريد في شركات الأدوية" دراسة على قطاع صناعة الأدوية في الضفة الغربية، محمد علي محمد هندي - 2022 - dspace.alquds.edu