يُعرف نظام إدارة سلاسل الإمداد بأنه إدارة تدفق السلع والبيانات والأموال المتعلقة بالمنتجات أو الخدمات على مراحلها المختلفة، ابتداءً من عملية شراء المواد الخام وصولاً إلى تسليم المنتج النهائي إلى وجهته النهائية. وتشمل أنشطة سلاسل الإمداد عمليات المشتريات وإدارة دورة حياة المنتج وتخطيط سلسلة التوريد، بما في ذلك تخطيط المخزون وصيانة أصول الشركة وخطوط الإنتاج، وكذلك تقديم الخدمات اللوجستية وإدارة الطلب. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لأنظمة إدارة سلاسل الإمداد أن توسع نطاقها لتشمل أنشطة التجارة العالمية مثل إدارة الموردين على المستوى العالمي وعمليات الإنتاج متعددة الجنسيات.
ويتم استخدام عدد لا يُحصى من العناصر في سلاسل الإمداد للرعاية الصحية، مثل المحاقن والأدوية والقفازات والأقلام والأوراق وأجهزة الكمبيوتر والعديد من الأدوات الطبية. وتبدأ هذه السلسلة في الشركة المصنعة للمنتجات الطبية حيث يتم إنتاج العناصر وإرسالها إلى مركز التوزيع. بناءً على نوع المنتج، ويمكن للمستشفيات إما شراء المخزون مباشرة من الشركة المصنعة أو الموزع، أو يمكنها إجراء المعاملة من خلال منظمة شراء جماعية. فتقوم هذه المنظمة بإنشاء عقد شراء مع الشركة المصنعة نيابةً عن المستشفى. بعد ذلك، يتم إرسال المنتجات الطبية إلى مؤسسة الرعاية الصحية، حيث يتم تخزين البضائع في المخزون لمقدمي الخدمات. وتضمن المنظمة عدم ترك مقدمي الخدمة بدون المنتجات الطبية الأساسية والتي تهدف إلى ضمان قدرة الأطباء على خدمة المرضى من خلال الوصول إلى الأدوات التي يمكن أن تنقذ حياتهم في الوقت المناسب.
ويسعى مسؤولي المستشفيات عادة إلى اقتناء منتجات عالية الجودة وبأسعار معقولة. ومع ذلك، في حال عدم توافق أهداف سلاسل الإمداد داخل المنظمة، فقد تكون عملية إدارة سلسلة التوريد في مجال الرعاية الصحية غير فعالة وغير متكاملة، حيث تتطلب مؤسسات الرعاية الصحية أن تأخذ في الاعتبار متطلبات وآراء متعددة لتلبية ميزانيات منتجات محددة. وقد يعطي مقدمو الخدمة الأولوية لتفضيلاتهم الشخصية لبعض المنتجات، في حين يعمل المدراء الماليون على خفض تكاليف الرعاية الصحية وتقليل استخدام المنتجات القديمة.
وغالبًا ما تواجه المستشفيات تحديات تتعلق بتكدس بعض المنتجات من قِبَل مقدمي الخدمة، حيث يقومون بتخزينها أو اتخاذ قرارات مستقلة بشأن إدارة الإمداد. والذي يمكن أن يؤدي ذلك إلى تباين في التكاليف والإنفاق خارج العقود الموجودة والتي يصعب تحديدها، بالإضافة إلى ذلك، هناك تكلفة غير مرئية غالبًا ما يتم تجاهلها، وهي الوقت المهدر في البحث عن الإمدادات أو انتظار شخص ما لتوفير ما يحتاجه المستشفى. كل ذلك يمكن أن يؤدي إلى تعطيل تدفق سلاسل الإمداد في العديد من مؤسسات الرعاية الصحية.
ويُوصى بأن يشمل اهتمام سلاسل الإمداد جميع الأقسام داخل المستشفى، وأيضًا يجب مراعاة الأفراد داخل المؤسسة وشركاء التوريد، وتحديد كيفية تحقيق التوافق والإنتاجية القصوى من قِبَل العاملين في المجال الإكلينيكي وسلسلة التوريد، كما يُعد إشراك الطاقم السريري أيضًا أمرًا مفيدًا، حيث يمكنهم المساهمة في ترسيخ عادات توفير التكاليف وتقليل التكدس، وتمكين مقدمي الخدمة من مراعاة مخاوف التكلفة أثناء تقديم الرعاية الصحية.
لذلك يعد الوعي بسلاسل الإمداد وطرق رفع الكفاءة وتخفيض التكاليف مع تحقيق الجودة في الخدمة في الوقت المناسب أمر بالغ الأهمية، ومن هنا تأتي أهمية التدريب والتوعيه لكافة العاملين في القطاع الصحي بأهمية إدارة سلاسل الإمداد وتوحيد الرؤية لتحقيق الأهداف بكفاءة وفاعلية.
ومن أبرز الأدوات المستخدمة في دراسة سلاسل الإمداد في المجال الصحي هي مؤشرات الأداء لسلاسل الإمداد في القطاع الصحي، وهي مؤشرات محددة تستخدم لقياس وتحديد أداء سلسلة التوريد. ويمكن استخدام هذه المقاييس في تقييم دقة المخزون ومعدل دوران المخزون ونسبة المخزون إلى المبيعات. كما تساهم هذه المقاييس في تحقيق النمو المستدام وتطوير سلسلة التوريد وتحقيق النجاح في جهود التوريد والتسليم، وهناك العديد من أمثلة مؤشرات الأداء الرئيسية التي يمكن اختيارها لتقييم وتحسين سلسلة التوريد والتي يعد التمكن منها له الأثر البالغ في نجاح ادارة سلاسل الإمداد الصحية.
ويمكن القول بأن مؤسسات الرعاية الصحية تواجه العديد من التحديات في إدارة سلسلة التوريد بكفاءة. ومن بين هذه التحديات:
1. نقص الإمدادات: حيث يمكن أن يؤثر نقص الإمدادات على جودة الرعاية المقدمة، فقد يتعذر الحصول على المواد والمعدات الضرورية في الوقت المناسب.
2. العمليات اليدوية ونقص الأتمتة: قد تعتمد بعض المؤسسات الصحية على عمليات يدوية مكلفة وزمنية، مما يؤثر على كفاءة سلسلة التوريد. ويمكن تحسين العمليات من خلال استخدام التكنولوجيا والأتمتة المناسبة.
3. النقاط العمياء في أنظمة تكنولوجيا المعلومات الصحية: قد تواجه المؤسسات الصحية صعوبة في التحكم والرؤية الكاملة لعمليات سلسلة التوريد بسبب نقاط عمياء في أنظمة تكنولوجيا المعلومات الصحية المستخدمة.
4. تكاليف مخفية: قد تواجه المؤسسات الصحية تحديات في تحديد وتقدير التكاليف الكامنة في سلسلة التوريد، مثل تكاليف التخزين الزائدة أو تكاليف النفايات.
5. إدارة النفايات: يمكن أن تتسبب إدارة النفايات الطبية في تحديات بيئية وقانونية، وتتطلب إجراءات محددة للتخلص منها بطرق آمنة وفعالة.
6. التخزين وإدارة المخزون: يمكن أن يواجه المستشفى تحديات في تخزين وإدارة المخزون بشكل فعال لضمان توفر المواد والمستلزمات الطبية اللازمة في الوقت المناسب.
7. صيانة الأجهزة: تتطلب الأجهزة الطبية صيانة منتظمة للحفاظ على أدائها الجيد، ويمكن أن يكون تحديًا للمؤسسات الصحية ضمان توفر قطع الغيار والصيانة المناسبة في الوقت المناسب.
8. تسليم المنتجات في الوقت المناسب: قد يواجه مقدمو الخدمات الصحية تحديات في تسليم المنتجات والمواد الطبية في الوقت المحدد، مما يمكن أن يؤثر على جودة الرعاية وتوافر الموارد اللازمة.
وتتطلب تلك التحديات التركيز على التخطيط الاستراتيجي لسلسلة التوريد، واستخدام التكنولوجيا المناسبة، وتحسين العمليات، وتتحقيق التعاون مع الموردين وتحسين إدارة المخزون والتكنولوجيا المعلوماتية لتعزيز كفاءة سلسلة التوريد في مجال الرعاية الصحية، وتدريب رأس المال البشري على أحدث وأفضل التقنيات العالمية المستخدمة في كافة مراحل سلاسل الإمداد الصحية لرفع كفاءة وفاعلية سلسلة التوريد.
ولتحسين إدارة سلسلة التوريد في مجال الرعاية الصحية، يمكن اتباع الطرق التالية:
1. إدارة العقود بعناية: يجب أن تتم عملية اختيار وإدارة الموردين والشركاء بعناية، وتحديد الشروط والأهداف المحددة في العقود وضمان استيفاءها.
2. تطوير إدارة فعالة للمخزون: يجب تحسين إدارة المخزون عن طريق تحسين عمليات التخزين والتوزيع وتحسين مستويات المخزون المثلى لتجنب النقص أو الفائض في المخزون.
3. استخدم التكنولوجيا والتحليلات: يمكن استخدام التكنولوجيا المتقدمة وأدوات التحليل لتحسين عمليات سلسلة التوريد، مثل استخدام نظم إدارة المستودعات الآلية ونظم تتبع المواد بواسطة تقنيات RFID واستخدام التحليلات لتحديد الاتجاهات وتحسين أداء سلسلة التوريد.
4. نظام تسعير فعال في المكان: يجب تحسين نظام التسعير ومعالجة التكاليف الفعلية للمواد والخدمات الموردة، وضمان التوازن بين الجودة والتكلفة.
5. تحسين دقة الطلب وأوقات دورات الطلب: يجب على المؤسسات الصحية تحسين دقة توقعات الطلب وتقليل الانقطاع في المخزون عن طريق تحسين دقة التوقعات وتقليل أوقات دورات الطلب، وذلك من خلال تحسين التواصل مع الموردين وتحليل البيانات السابقة.
6. تمكين رأس المال البشري من المهارات اللازمة في كافة مراحل سلاسل الإمداد: ويمكن أن يتحقق ذلك من خلال عمليات التدريب الاحترافي للعاملين في المجال، والتوعية الصحيحة، وتحقيق التكامل بين منظمومة سلسلة الإمداد، من خلال خطوات عملية مدروسة على ايدي خبراء متمكنين، من خلال الاستشارات المتخصصة لعمليات التحول في مجال سلاسل الإمداد الصحية بخبرات متقدمة عالمية.
إن تطبيق هذه الإجراءات يمكن أن يساعد في تحسين كفاءة سلسلة التوريد في قطاع الرعاية الصحية وتحقيق تحسينات في جودة الرعاية وتحقيق توفير في التكاليف.
ختاما، يجب تقدير أهمية تحقيق كفاءة إدارة سلسلة التوريد في الرعاية الصحية بما فيه الكفاية، حيث تؤثر بشكل مباشر على نتائج الرعاية الصحية وسلامة المرضى وتكاليف الرعاية. حيث أن الهدف الأساسي هو توصيل الإمدادات الطبية الأساسية بسرعة إلى المستشفيات والعيادات والصيدليات، من خلال تحسين إدارة سلسلة التوريد للرعاية الصحية، ويمكن لأصحاب المصلحة في قطاع الرعاية الصحية التغلب على العقبات، وتقليل التكاليف غير الضرورية، وتعزيز قيمة سلسلة الرعاية الصحية من خلال المرونة والكفاءة، والاستثمار الصحيح لتحقيق النتائج المرجوة.
ويمكن للنخبة المتميزة للتدريب، ان تقدم العديد من البرامج التدريبية والخدمات الاستشارية المتخصصة لتحقيق كفاءة سلاسل الإمداد في المجال الصحي.
المراجع:
-
مجلة جودة الحياة الصحية ( سلاسل التوريد في القطاع الصحي) الهام المنقاشي، 11 مارس 2021، تم الاسترجاع بتاريخ 26/2/2024 من : https://m-quality.net/?p=37647
-
الدور الحاسم لإدارة سلسلة التوريد في الرعاية الصحية، ابهيشيك سينغ، 13 يوليو 2023 ، تم الاسترجاع بتاريخ 29/2/2024 من : https://cynoteck.com/ar/blog-post/supply-chain-management-in-healthcare/